سيدي الرئيس أعذرني لأنني ربما سأكون قليل تهذيب لما سأكتبه لكنني عندما
سمعت بهذه الجملة من حضرتك عرفت بأنك تقصد بأن سوريا بخير يعني أنها
صامدة في وجه الأزمة الحالية ولا تقصد بذلك وضع البلد من الصميم قبلها
والأن
عندما سمعت هذه الجملة فرحت مثلما فرح غيري وكثيرون هم وشعرنا بها بل
ودخلت في أعماقنا وأرحتنا كثيراً
لكن وبعدما أصبحت أقرأ هذه الجملة في كل مكان من الشوراع وبعد تفكير عميق
في وضع البلد كيف كانت قبل موجة الأحتجاجات والمظاهرات وكيف هي الأن
أصبحت أشك بأن فعلاً سوريا بخير
سيدي الرئيس هل فعلاً عندما نمشي في شوراع بلدنا الحبيب أو في داخل
بيوتنا وعلى هواتفنا والمخابرات تعربد علينا و تحيط بنا في كل مكان تنتظر
المواطن على كلمة ضدهم ليقولها لكي تعتقله وتأخذه ألى وراء الشمس لكي
يعود بعد فترة أو ربما لسنوات طويلة يقضيها في السجون تحت الضرب والتعذيب
والأهانات التي تمس الأنسانية والكرامة ,وأولاد المسؤولين والضباط يعيثون
فساداً في شوارع البلد يشبحون على الناس و يشفطون بالسيارات ويستمعون
للموسيقى الصاخبة ليلاً وكل من يقف في وجههم يوجهون سلاحهم في وجهه
ويقتلونه
تكون سوريا بخير؟؟
هل فعلاً عندما يصدر قانون ما أو مرسوم ولا يطبق ألا لبعد عدة سنوات بسبب
بيروقراطية المسؤولين ليسخروه على أهوائهم ليصبح في وقتها ليس ذا قيمة
ولا معنى وأذا طبق يكون على ناس وناس أو بالرشوة
تكون سوريا بخير؟؟؟
هل فعلا عندما يكون في بلدنا رجل أعمال كبير يملك ثلاث أرباع البلد و نهب
خزينة الدولة بجهده وتعبه لصالحه وجعل من قوانين البلد وراء ظهره وسخر
رجال الدولة لأعماله وعندما يخرج في أول مؤتمر صحفي له نكتشف بأنه لا
يعرف القراءة
تكون سوريا بخير؟؟
هل فعلاً عندما يحصل مشاكل في البلد وأنا متأكد بأنها تؤلمك كما تؤلم
الجميع ويدخل عليك مستشاريك ومن حولك ويخبرونك ويعملون على أقناعك بأن
هذه المشاكل بسيطة أو ليست في بلدنا فقط لكي لا يجهدوا أنفسهم ولا يعملوا
أكثر من اللازم لحل هذه المشكلات
تكون سوريا بخير؟؟
أعذرني على تطاولي ومخالفتك الرأي في هذه المرة لأنني مؤمن بك أنت شخصياً
كرئيس شاب واعي منفتح يحب شعبه بأمانة لكنني وبكل صراحة أصبحت لست مؤمن
بأجهزة المخابرات بأنها وجدت لتحمينا ولا بالمسؤولين بأنهم يعملون لأجلنا
ولا برجال الأعمال الذين يضخون الأموال لدعم ليرتنا ولا لأي تطور في
بلدنا
فسوريا ليست بخير.......
بقلم:أبو وليم
