منذ اندلاع الثورة السورية في أذار الماضي و نحن نعول بشكل كبير على المواقف الدولية , هذه المواقف التي ارتبطت و بشكل كبير بالموقف الأمريكي الذي لم يقف يوماً الى جانب الشعوب العربية بل على العكس تماماً فقد ارتبطت مواقفه بمصالحه و مصالح الكيان الصهيوني و التي تمثلت بدعم الدكتاتوريات العربية التي الغت بدورها و بشكل كامل أي دور للشارع العربي الذي كان هدفه الأساس في خمسينيات القرن الماضي محاربة الاحتلال الصهيوني و تحرير الأراضي المحتلة , وازدادت نقمة الشارع العربي بعد نكست حزيران وازداد في الوقت نفسه الدعم الأمريكي لهذه الدكتاتوريات لتلغي بذلك دور الشارع العربي الذي أصبح قابع تحت استعمار جديد أو ما يسمى بالأنظمة العربية .
ولدت الثورة السورية يتيمة و تبناها السوريون بكل أطيافهم و ولدت معها مواقف خجولة لحكومات عربية و عالمية و قوبلت هذه المواقف ببطش شديد من قبل النظام و في كل مرة يصدر فيها موقف أشد يزداد معها بطش النظام و ليزداد معها تعويل البعض على قرب نهاية النظام مع زيادة حدة هذه المواقف .
الا متى سيستمر حلمنا بأن اطاحة هذا النظام ستكون على يد الغرب و ليس على يد أبناء الثورة اللذين لم يحلموا يوماً بأن يكون سقوط النظام الا بأيدهم ؟ و متى سندرك بأن المواقف الدولية لازالت تدعم النظام بالرغم من كل التصريحات و البيانات التي صدرت و التي سوف تصدر لاحقاً , العالم بأسره ينظر من بعيد الى الأحداث في سوريا كمراقب خارجي و ليتحفنا تارةً بأنه غير راضٍ عن سلوك النظام و برغبته بتنحيه و بأنه يحترم رغبة السوريين بعدم التدخل و ليترك هذا الشعب يعيش مأساته وحيداً مع تلك التصريحات التي لم تقدم سوى الدمار لهذا الشعب الأبي , و يعود تارةً أخرى ليقول بأنه ينتظر البديل عن هذا النظام و بأن المعارضة السورية بتشتتها لا تشكل بديلاً يمكن التعامل معه أي لا يعتبره الغرب بديل يمكن أن يحقق مصالحه في المنطقة .
نتمنا أن نعود الى ما كنا عليه في بداية الثورة و ننظر الى مجريات الاحداث بواقعية و نبتعد عن الأحلام التي ربما سيستجيب لها العالم بأسره و لكن بعد ستت أشهر أخرى أي بعد سقوط ألاف الشهداء و اعتقال عشرات الألاف أيضاً و ربما يصحب عدد النازحيين السوريين بمأت الألوف وقتها سيكون حجم الدمار هائل و ستحتاج سوريا لعشرات السنين من اعادة الاعمار لبناء الدولة الديمقراطية التي نطمح لها أو حتى تعود لما كانت عليه قبل احتلال البعث لبلادنا , و بعد أن يتأكد الغرب من حصول الدمار الذي يريده حينها ربما ستعرف جميع دول العالم بأن الشعب السوري على استعداد للتحالف مع الشيطان للإطاحة بهذا النظام و أن كل من يريد أن يزاود من معارضي الخارج على الشعب برفض التدخل الأجنبي سيكون حاله حال النظام و لن يمثل يوماً هذا الشعب الأبي .
لذلك فلتتظافر جهودنا و نعود للعمل كما بدأناه و لنجعل اتكالنا على الله و من بعده على عزيمة و اصرار الثوار , وما النصر الا من عند الله .
و دمتم و دامت سورية حرة أبية .
بقلم : Samer Merai



















