مع كل حكومة جديدة نتفاءل بتغيير جذري في الأوضاع الحياتية العامة إدارية كانت أم مالية أم ...نترقب مايمكن أن يحدث من أمور يمكن أن نعدها إيجابية لنبدأ بعد فترة وجيزة بالتململ ومن ثم بالغضب على الحكومة لأنها سبب كل المآسي فهي وراء الجفاف والتصحر والبراكين والزلازل أيضاً..ونتهمها بأنها لم تفعل شيئاً وتبحث مثلها مثل غيرها عن مصالحها.

المفارقة أننا جميعاً نساهم في تحقيق هذه المصالح التي نعتبرها (مشبوهة)وغير أخلاقية ولاتمت لأعرافنا بصلة بدءاً من أدق تفاصيل حياتنا اليومية وانتهاء بأكثرها أهمية تستطيع أن تعد دون حرج مواقف يضحك فيها المواطن على الدولة لأن كل شيء منها مكسب حتى لو كان غصن شجرة تكسره أثناء مرورك بجانبه (بالمناسبة :أحدهم ذكر أن الدولة زرعت /80/ ألف شجرة في الرقة ودير الزور تحولت بعد أيام إلى عصي للرعيان ...وآخر روى حادثة سرق فيها (حميماتي)سلات المهملات الجديدة ليحولها إلى بيوت لطيوره)أو مياها تهدر دون رقيب أو كهرباء تسرقها ليعمل كل شيء في بيتك على الكهرباء حتى التدفئة وانتهاء برشوة تقدمها لمسؤول طلباً لمصلحة معينة منه..
ننسى دائماً ولا نتناسى لأنه أمر يغيب تماماً عن أذهاننا أن الله لن يغير قوماً حتى يغيروا مافي أنفسهم ننسى أن التغيير لن يحدث مطلقاُ حتى نغير مافي أنفسنا وعقولنا لنتعامل مع دولتنا على أنها منا ونحن منها،لنتذكر دوماً أن الدولة ليست عجوزاً مريضة نتقاسم أو بالأحرى نهدر تركتها وأن التغيير لن يكون حتى نتذكر الذي نسيناه...
حتى لايكون الكلام من طرف واحد :إذا كانت الحكومة تقدم رواتب شهرية لاتكفي الموظف وعائلته أكثر من اسبوع فمن أين ستأتينا القوة لزرع القوة داخل هذا الموظف كي يبقى نظيفاً؟

المرسل فاعل خير